الجمعة، 6 مارس 2015

مراجعة رواية مزرعة الحيون | للكاتب : عبد الملك الميموني @mlek26

 
 
 
 
 
جورج أورويل هو الاسم المستعار والذي اشتهر به الكاتب والصحفي البريطاني إريك آرثر بلير ، وقد عُرِف جورج بذكائه وعبقريته الفذة في طرحه وكتاباته و رواياته ، من اكبر المعارضين للأنظمة الشمولية والاشتراكية التي انتشرت في بداية القرن العشرين وخاصة في فترة الحرب العالمية الأولى والثانية وما بعدها ، تنبأ من خلال تحليلاته العميقة بإنهيار تلك الأنظمة مع الوقت و تنبأ بما سيحدث في حالة انعدام الديموقراطية في الحكم ، واستبداد الرؤساء او الملوك في ارائهم واحكامهم .
من أشهر رواياته الخالدة في الأدب العالمي رواية مزرعة الحيوان والتي نشرت بتاريخ 17 اغسطس 1945 اي قبل انتهاء الحرب العالمية الثانية بشهر واحد ، وهي اسقاطات لحكم ستالين الاشتراكي الشمولي قبل الحرب العالمية الثانية و ما سيحصل بعد انتهاء الحرب.
استطاع في تلك الرواية القصيرة ان يعري الثورة البلشفية التي انهت الحكم الامبراطوري في روسيا ومزاعمها الواهية في خدمة ومصلحة الشعب و كيف استولى الشيوعيون على الحكم و كيف نشأ النظام الاشتراكي الشمولي .
طريقة كتابته الذكية واسلوبه الساخر سيجذبك لدرجة انك ستنسى انها رواية خيالية و أبطالها مجموعة من الحيوانات . تتحدث الرواية عن رجل عجوز سكير يدعى جونز و يمتلك مزرعة كبيرة تعيش فيها حيوانات مختلفة ما بين خيول و خنازير و بقر ... إلخ ، والتي كانت تعتمد في اطعامها على ذلك العجوز السكير والذي قد يغفل عنها احيانا وينسى اطعامها ، فقررت تلك الحيوانات ان تثور عليه وتطرده من مزرعته والاستيلاء عليها وتغيير اسمها من مزرعة القصر الى مزرعة الحيوان .
ومن هذه الأحداث يشرح لنا جورج كيف نشأ النظام الاشتراكي حين استلمت تلك الحيوانات الجاهلة ادارة المزرعة الكبيرة ، فهي ليست مؤهلة اطلاقا ، وما يحدث تبعا من انظمة و قوانين فاشلة ادت الى استنزاف الحيوانات واستغلالها عن طريق الخنازير الذين نصبوا انفسهم زعماء للحيوانات لانهم الاكثر ذكاء ، وكيف كانت بداية الثورة بنزع الحكم من ديكتاتور و نهايتها بتنصيب ديكتاتور اخر للحكم .
حينما تنتهي من الرواية راجع في ذاكرتك الربيع العربي و ماذا حصل بعد انتهاء الثورات و كيف تعاني تلك الدول من ويلات نتيجة تلك الثورات التي اراد بها الشعب الانتصار لحريتهم و ذاتهم وانتهت بالكثير والكثير من خيبات الامل وكيف كانت حالتهم قبل الثورات ، وخاصة جمهورية مصر التي اصبحت تتخبط في المشاكل الاقتصادية والسياسية ، وما بين حكم للعسكر او لجماعة الاخوان ، او سوريا التي دُمرت شعبا و وطنا وحضارة ، او اليمن التي ستصبح مرتعا خصبا للحروب الطائفية والقبيلية ، و هلم جرا .
و في ظل كل تلك الصراعات الدموية يصبح المواطن هو التضحية التي لا بد منها ليسيطر ذلك السياسي الفاسد على الوطن و خيراتها ، راميا بالثورة واهدافها عرض الحائط  .
 
 
بقلم :
 
عبد الملك الميموني
  @mlek26

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق