الأحد، 15 مارس 2015

كشف الله كربتي | للكاتب : عبدالله العواد @aaalfs‎

 
 
 
كشف الله كربتي.!


دارت بأحدهم عجلة الأيام لتتوقف به وسط صحراء قاحلة, رمالها اليأس , ولهيب شمسها طاقة سالبة تزيد الرمال يأسا على يأس وجمرة تكوي العابر من على أرضها
عطش شديد جفف معه جسد هذا المسكين ,
 التي عصفت به المشاكل والهموم وأوقعته في وحل الحياة وأرضها



ورغم عطشه وتشقق شفتاه.. حتى الريق لم يبقى منه ما يبلعه.!
ينادي بصوته المبحوح.. ينادي بأعلى صوته
يطلب من يدله على درب يوصله لأرض يهنأ بالعيش فيها.. وينسى عبء الحياة ومشاكلها
ولكنه ضل الطريق.!



 فشكى إلى الله ودعاه كشف الكروب , بعد أن ضاقت به كل الدروب
فأجاب الله دعاه بعد حين.. 
ولإجابة الدعاء شروط إن تحققت أجاب سبحانه دعاء عبده.. 
وحقق له الخيرة في أمره.!



ليجمع أشيائه ويشق له طريق جديد.. عله يجد في طريقه نور السعادة والفرج!!



سار وكله أمل وثقة , بأن الله سيكشف كربته..
وبعد ساعات من السير الطويل بل الأيام في ( ساعة الضيق والألم )
التقى بطريقه "صدفةً" رجلا جالساً على قارعة هذا الطريق
ذو ملامح شيخ كبير
لكنه على كبره يملك أمل الشاب المتفائل..
خيّل له بأن كفيه كأنها البدر في ليلة النصف من الشهر
ويبدوا أنه عالم من الأسرار والأخبار.. وظن بأن هذا الرجل تائه مثله..
ليجعله صديقه.. عله يأنس به ويرافقه في هذه الرحلة التي لا يعلم إلى أين مآلها..



وكما قال الشاعر:
" صدفة كانَ تلاقينا العجيبْ
واستهَلّتْ بهجةٌ في داخلِ القلبِ الكئيبْ


ومن هنا السطر الأول قد بانت ملامحه!!
 بعد أن كتب العنوان:
( كشف الله كربتي )



بدأ يسامره ويبادله أطراف الحديث..
حتى صار الحديث حديث قلوب.. لا تسمعه الآذان
 وبالمناسبة حديث العظماء.. صمت يترجم إلى كلمات
ومن ثَم إلى أساليب تستخدم , وأفعال وأحداث ترى وتشاهد..
أول حديثهم غير مسموع وآخر حديثهم.. يتركون المجال لما قالوا لأن يثبت نفسه أمام الجميع!
 وبصوت لا يعلوا عليه أحد..
وحينها السامع يتمتم بداخله
بأن الصمت في حرم الجمال جمال..



طال حديثهم.. ابتسامات تُرى
وضحكات متبادلة..وكأن السعادة قد حضرت مجلسهم
وزينته بجمالها الزاهي..
تعابير لم يستطع الرائي وصفها
بأكثر من أنها صور لقطرات فرج ستكون غيثا بإذن الله..
انقلب المشهد فجأة
إلى عناق
إلى فرحة عارمة..
وكأنهما بذلك يكتبان عهدا لا يخلفانه.!
شد التائه بكلتا يدي هذا الرجل..
(بعدما أخبره بأن هذا الطريق الذي يسلكه هو الطريق الصحيح)
ليطلب منه أن يرافقه في سيره..



اعتذر بلغته المعتادة ألا وهي الصمت..
وترجم اعتذاره بكلمات.. التي قصد فيها
أنه لن يستطيع أن يترك هذا المكان..
وأضاف جملة أخرى بأن في قادم الطريق هناك أصدقاء لي

 ( من بني سلالته ) سيعوضون غيابي!


أكمل التائه طريقه.. وهو مفعم بالأمل
وكله سعادة بأن خارطة الطريق الذي يريده بين يديه
طال به الوقت..
وصابه الوهم بأنه قد ضل الطريق..
ليجد رجلاً بنفس الملامح.. باختلاف أسلوبه
ليعزز له بأن طريقه هو الصحيح..
وبنفس السيناريو رفض هذا الرجل مرافقته ,
ليكمل قصة طريقه..ليطول به الوقت وتطول به الأيام
وبين الفينة والأخرى..
يلتقي ويتعرف على صديق جديد..



إلى أن وصل مكان مراده..
إلى واحة خضراء.. إلى نعيم الدنيا التي يرتجي من خلالها نعيم الآخرة..



 (استبشـــــــــر بوجه دنيــاي فـــرح!..
وعم بالأيام سعادة تخلوا من الهم والحزن..)



بعد تلك الصحراء الموحشة.. والسير الطويل
والأيام العصيبة.. أيام مشاكل لم يجد منها الفرار
الآن هو يعيش لحظات الفرج..



واتساع الأفق..
أصبح أقوى, ذو صبرٍ لأمد أبقى
يقف بشموخ.. برؤى مستقبلية واثقة
بجمال النجاح.. وعزة الكفاح
بتعب الأيام.. ها هو ينال الراحة الكبرى.!

وبفضل الله ثم فضل هذا الصديق ( الكتاب ) 
أصبح شخصاً مختلفاً.. صاحب أسلوب وثقافة
وعلوم نافعة..
فهو يعيش في واحة القراءة
في مرتع العلم.. الذي يساعدك على التعايش مع الحياة
مهما كانت ظروفها..
وهذه الواحة يطلق عليها قول الله تعالى
" اقرأ "
نعم.. ونحن ( المسلمون ) أهل العلم والقراءة والثقافة
فالحياة من دون المطالعة صحراء قاحلة
وطريق الفرار منها..
كتاب تقرأه وتصاحبه
ليوصلك بإذن الله إلى واحة السعادة والريادة.!


همسة"



أمة اقرأ , نكون
فمالكم عن العالم تتأخرون؟!

تتكاسلون.. تسوفون!

على كل حال

قادمون بإذن الله قادمون.!

 
 
 
بقلم الكاتب :
عبد الله العواد
@aaalfs‎

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق