الخميس، 19 مارس 2015

مراجعة رواية بوتشان | للكاتب : عبد الملك الميموني @mlek26

 
 
 
 
 
 
يمر الانسان في وقتنا الحالي بالعديد من مراحل التطور والنضوج سواء فكريا أو جسديا ، كالطفولة والمراهقة ومرحلة الشباب و الكهولة .
مرحلة الشباب بالذات هي المرحلة التي تصقل بها الشخصية التي قد تبقى حتى نهاية العمر ، يمر فيها الشخص بالكثير من المواقف التي تعزز من ادراكه وميوله ، وفي وقتنا الحالي هي المرحلة التي يبدأ الشاب فيها الاعتماد على نفسه و الحصول على مصدر رزقه .
(معظم الناس في الواقع يحظونك علی الشر، وكأنهم يعتقدون أنه لا يمكن للشخص أن ينجح ما لم يكن منافقا .
و إن التقوا بين الحين و الآخر شخصاً طيباً مستقيما،  نظروا إليه بازدراء باعتباره طفلا ، فتی عديم الخبرة .

 لم لا تقوم المدارس عندها بتعليم أساليب الكذب و الخداع واستغلال اﻵخرين؟! ربما يصبح حينها الناس والعالم عموما أفضل حالا .
إن كان الصدق و البساطة يجعلان المرء عرضة للاستهزاء، فهذا يعني أنه لم يعد هناك أمل في هذا العالم .)
هذه هي الأفكار التي كانت تراود بوتشان في لحظات وحدته و يأسه .
 
الرواية يرويها لنا على لسانه ذلك الفتى (بوتشان) الطيب والساذج ، المتمرد والثائر في قرارة نفسه على العادات والتقاليد المحافظة في مدينته طوكيو في عصر الإمبراطورية اليابانية . تخرج بوتشان من المعهد العلمي الامبراطوري بعد عناء طويل ومشقة في الدراسة لعدم توفر المال ، و اضطر لقبول وظيفة مدرس للفيزياء في جزيرة نائية صغيرة وبعيدة عن مدينته التي نشأ و عاش فيها عمره كله ، ومن هنا تبدأ الأحداث و تنقلب حياة ذلك الفتى المتمدن رأسا على عقب لحظة وصلوه لتلك الجزيرة ذات الطابع الريفي القروي.
حياة جديدة ، أناس مختلفون ، عالم آخر و حتى اللهجة مختلفة تماما . و لا تتوقف المتاعب عن مطاردة بوتشان حتى يبدأ الطلاب  بنشر الشائعات عنه ومحاولة الاستخفاف به لأنه شاب و عمره اكبر بقليل من بعض طلابه المراهقين الذين قد يفوقونه طولا . يحاول السيطرة على الوضع ويتفاجأ حين لا يجد العون من زملاءه المدرسين الذين يشاركون الطلاب في تشويه سمعته والاستخفاف به لأنه شخص صادق و نزيه .
يسرد لنا الكاتب ناتسومي سوسيكو  بطريقة سلسة و سهلة  قصة جميلة قد تمر علينا في حياتنا بصورة اخرى ، أحداث شيقة يمر بها بوتشان ، ومصاعب يواجهها ، و أشياء غريبة يتصدى لها  .
 
 
 
 
 
بقلم  :
 
عبد الملك الميموني
  @mlek26
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق