الأحد، 1 مارس 2015

مراجعة رواية عساكر قوس قزح| للكاتب : عبد الملك الميموني @mlek26




انتهيت من قراءة رواية عساكر قوس قزح للكاتب اﻹندونيسي أندريا هيراتا ، رواية مفعمة بالحماس وعبق الطفولة البريئة وهي أول رواية أقرأها من اﻷدب اﻹندونيسي. احداثها تدور في جزيرة بيليتونج في منطقة مالاوي بإندونيسيا، وهذه الجزيرة من أغنی الجزر بالمصادر الطبيعية و أفقرها شعبا .
 الفقر و الجهل لهما مرارة لا يفهمها الا من جربها، فحياتك كلها متمحورة حول حصولك علی لقمة العيش الذي تسد به رمق جوعك طوال اليوم .
ما هو شعورك لو ولدت ﻷسرة فقيرة ؟ مؤلم أليس كذلك!
 حسنا ماذا سيكون شعورك لو جبرتك الظروف و أصبحت مسؤولا عن عائلتك الفقيرة ؟ تكبر و يكبر همك معك، و تصبح حياتك عبارة عن سعي وراء لقمة عيشك أنت ومن حولك .
ليس هناك أكثر إيلاما من الفقر سوی الجهل، فكيف إذا أصبحت فقيرا و جاهلا ؟ ستجد أن ملاذك الوحيد هو السعي وراء العلم، تريد الحصول عليه ولكن لا تستطيع، لماذا ؟ ﻷنك فقير وسط بيئة فقيرة و مجتمع يتقلب من الفقر ولا تتوفر لك السبل المناسبة للحصول عليه ومع ذلك تكافح ثم تكافح حتی تعوض النقص الذي في حياتك .
 يأخذ الله منك شيء ليعوضك بشيء آخر وهذا أهم حدث بالرواية، حين يعوضك الله بأخوة ليسوا من دمك فهذ بحد ذاته الملاذ الوحيد في تلك الحياة المتعبة ، أخوة جمعكم الشقاء والفقر، صداقة ليس بها أي مصلحة أو غاية، صداقة تدوم طول العمر .
 تنقلنا احداث الرواية ما بين اكواخ الملاويين البسيطة و أسواقهم ذات الرفوف الناقصة وادغالها الكثيفة، وما بين فناء مدرسة المحمدية و صفها الوحيد الذي لا يحوي الا عشرة طلاب و معلمة صغيرة هدفها تطوير هؤلاء الطلاب مهما كلفها اﻷمر .
 أحداث شيقة ومغامرات صبيانية مضحكة و كوميديا سوداء عن العيش بشغف في تلك الحياة الصعبة .
عندما وصلت للصفحة اﻻخيرة شعرت وكأني افقد جزء مني فلقد تعلقت عاطفيا مع أبطالها، وأغرورقت عيناي بالدمع حين علمت انها قصة حقيقية وانها قصة حياة الكاتب الرائع أندريا هيراتا . لن أنساها ما حييت و ستضل قصص لاسكر بلانجي خالدة في ذاكرتي .
 
 
 
 
بقلم :
 
عبد الملك الميموني
  @mlek26

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق