الأحد، 8 فبراير 2015

مراجعة لرواية التبر| للكاتب إبراهيم الكوني‎



 
التبر ! ما معنى هذه الكلمة ؟
 
كان هذا السؤال الأول الذي راودني حين أمسكت برواية الكاتب الرائع إبراهيم الكوني . شدني ذلك الاسم الغامض ، فبدأت بقراءة الرواية وأنهيتها في فترة قصيرة جدا ، سردها الجميل وأسلوب الكاتب المشوق شدني للاستمرار بالقراءة و عدم التوقف إلا لأخذ فترة قصيرة للراحة . كما عرف عن الكاتب الليبي إبراهيم الكوني فهو يركز في رواياته عن مجتمع الطوارق و عاداتهم و تقاليدهم الغريبة جدا ، و أيضا يسرد في رواياته أساطيرهم القديمة منذ الأزل والعبادات التي كانت منتشرة في الصحراء الكبرى قبل الإسلام مثل السحرة والكهنة والعرافة والآلهة الوثنية والحيوانات الأسطورية ، و كيف تغيرت أفكارهم واصبح لديهم اساطير أخرى بعد الإسلام مثل الغول و الجن والعفاريت والمس إلخ...
 
و تضل إجابة سؤالي غائبة عني حتى الفصول الأخيرة من الرواية، ما هو التبر وما علاقته بالرواية ؟ تتحدث الرواية عن الفارس الشهم أوخيد ابن زعيم القبيلة ذو الحسب و النسب الرفيع ، الذي يعود إلى مئات السنين و عن علاقته بجمله الأبلق ذو اللون النادر والشكل المميز التي أصبحت مع الوقت اكثر من علاقة فارس ومهري ، رابطة دموية كما يسميها أوخيد .
 
حين تعيش في الصحراء يصبح هدفك الأساسي ألا تعطش ، فالصحراء لا ترحم و ستجبرك لترك أرضك حينما تجف الواحات . الخوف من الموت عطشا يصبح هاجسا و مصدر قلق يومي . قلوب البشر تصبح قاسية أيضا و لا ترحم مثل الصحراء التي يعيشون عليها ، ولكن مع تلك البيئة الصعبة تولد العلاقة القوية التي لن يحلها غير الموت ، ولكن الغريب ان تلك العلاقة بين انسان و حيوان .
الصبر هو الحياة .. الصبر هو الحياة ، هذا ما كان يردده أوخيد دائما لمهريه الأبلق ، يتذكر هذه الكلمات كلما اشتدت عليهم الظروف والتي كان لها مفعولا سحريا و تزيد من عزيمتهم و كفاحهم .
 
كانت الرواية رحلة سياحية بالنسبة لي ، ذهبت فيها الى أعماق الصحراء الكبرى وتنقلت مع الطوارق الرحل و تعلمت الكثير من عاداتهم و تقاليدهم ، و أعجبت باحترامهم الشديد للمرأة .
 
كثير من الناس في الوطن العربي يجهلون الطوارق ، وآخرون يهمشونهم بالكامل ، فلربما تكون روايات إبراهيم الكوني فرصة لنا لنتعلم و نبحر في صحراء الطوارق وعالمهم العجيب .
 
 
 
 
بقلم الكاتب :
 
عبد الملك الميموني
  @mlek26

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق