لطالما كانت القراءة بالنسبة لعقلي كالغذاء للجسد، لاتستقيم أموره دون الحصول
على حاجته من شتى أنواع الكتب ومصادر القراءات المختلفة
فهاهي كتب المعلومات والحقائق كالفاكهة المنوعة التي تمده بالفيتامينات المقوية والمقاومة للهرم
وتلك الروايات الحالمة كمغلي الأعشاب العطرية اللذيذ الذي يبعث على الاسترخاء والهدوء لنبحر بخيالنا لكل مؤانئ الحلم
ونعيش كرم الضيافة برفقة كتب السير والمذكرات الشخصية حيث يجود كتابها بأطيب مالديهم من تجارب وحكم
ما ألذها من لحظات وما أروع طعمها
!لكن مهلاً
ألا تصيب أجسادنا بعض الوعكات التي تجبرنا على تناول الأدوية المرة أحيانا والصعبة البلع أحيانا أخرى؟
كذلك حالي مع بعض الكتب
أحتاج إليها لاكتساب مهارات أفتقدها أو أرغب في تطويرها
لكنها كتلك الأدوية التي لا أستسيغ طعمها ولا أبلعها بسهولة
تلك الكتب الضخمة التي يؤلم يدي حملها والتنقل بها في أرجاء خلوتي
لطالما كان حجم الكتاب محفزاً لي لاكمال قراءته والعكس صحيح
فقد يكون محبطاً لي لضخامته فيقبع في ذلك الرف المهمل مع رفاقه الذين لم تكتمل قراءتهم بعد وأجهل مدى جودتهم
كتب تطوير الذات والمهارات ليست كمثل الكتب الأخرى في قراءتها
فهي إما أن تتناولها كلها وتمضغها جيداً وإما أن تغص بها من أول لقمة فلاتستفيد منها
ليتها كانت مثل كتب المعلومات تتناول منها ماشئت وتكمل بقيتها عندما تشتهيها لايضرك بأي فصولها بدأت
وليتها كانت مثل الروايات تفهمها كما تشاء وتزيد عليها في خيالك حتى لو غيرت مجرى أحداثها كله ونهاياتها
ليست كهذه ولا تلك
فهي خطوات ينبغي لك فهمها جيداً وإلا أخطأت في تطبيقها فتزيد حياتك تعقيداً بدلاً من تسهيلها
فماهو الحل وكيف نستفيد من تلك الكتب الصعبة الهضم ؟
هي كالعلاج، ومن أنواع المعالجة الجلسات العلاجية المشتركة بين من يحملون نفس المشكلة
نعم هذا هو الحل في رأيي
إن كنت مثلي تعاني من عسر هضم هذه الكتب
فابحث عن من يحتاج مثلك لها وتقاسم القراءة معه، فتقرأ أنت الجزء الأول وهو الثاني وابحثا عن شريك ثالث ورابع وقسموا القراءة بينكم
وليفهم كل واحد جزأه فهما تاما وليطبقه وليبحث فيه أكثر
وفي الموعد المحدد
لينثر كل واحد منكم خلاصة فهمه وتجربته، فتستفيد أنت ويستفيد شركاؤك وتنتهي الرحلة العلاجية التي كانت صعبة عندما كنت وحيداً.
نظرت إلى ذلك الرف المهمل واستجداني كتاب "أيقظ قواك الخفية" لأنتوني روبنز ، سائلا اكمال قراءته وفك أسره من الرف العالق فيه منذ زمن
فهل ياترى سأجد شركائي في قراءته لننهي رحلتنا العلاجية معا ً؟ ربما
بقلم الصديقة:
نوف عبد العزيز.
@babyheart2000
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق