السبت، 18 يناير 2014

تخيل لو (١٨) | للصديقة بشائر العتيبي @bashayr_s_otb



منذ أن طلب مني حساب القراءة كتابة تدوينة عن " تخيل لو " زارتني أخيلة كثيرة مع كل كتاب قرأته ، أكتشفتني لا أذكر تلك الكتب التي قرأتها ، لكنني أذكر جيدًا الفائدة التي تشربتها أعماقي كما تشرب ورق هذه الكتب الحبر.

- تخيلت لو أن لي قبعة من كتب تطور تفكيري المرتبط بالعاطفة ارتباطًا يسيرًا ، ماذا لو حدث ذلك بالفعل ؟! 

حقيقة ربما ينمو الجانب العقلاني والمنطقي نموًا ملوحظًا ولصارت أموري أكثر جدية ولأبحرت في بحر الحياة بمسار معروف يدركه منطقي وعقلي ، لكن ماذا عن العاطفة التي تنبض في يساري ! لن تتحرك وسيخفت صوتها ويبح صوت الحدس ويموت الاحساس بالاشياء وسيصبح التعامل مع من حولي جافًا وكأنهم جماد لا أشعر بهم بتاتًا ، وسأتمنى نزع تلك القبعة ! 

- تخيلت لو أن لي وجبة يومية من الكتب ربما حينها يطغى حدسي وسألتهم ذات صور الأطعمة وسأنسى أن عقلي جائع لا بطني وسأنشغل في كل مرة أبحث فيها عن كتاب في البحث عن كتب تشبع جوع بطني !

- تخيلت لو انتعلت كتاب حول العالم في ٢٠٠ يوم وسافرت معه دول شرق أسيا ابتداءً بالهند ، وتلف كتابي وعدت الى موطني ماذا انتعل ؟ وقد سافر بي أنيس منصور بين الثقافات والحضارات أي كتاب سيأتي لينسيني ذلك السفر ! 

- تخيلت لو حلقت مع أنا وأخواتها في سماء نفسي مرة على سلوكياتي مرة على أخلاقياتي مرة تفكيري مرة كنوزي العميقة 
هل سأقنع بذاتي أم ستبهرني نفسي وأرفض الخروج من سماءها ؟ 

مع كل كتاب يخطفنا خيال ما ، سواء كان هذا الكتاب دينيًا ، ثقافيًا ، أدبيًا ، تربويًا ، سياحيًا ، اقتصاديًا ، سياسيًا ... إلخ ، لكن أن يضعنا ؟! هذا هو التساؤل الأهم بعد كل كتاب ! 
صحيح أننا نقرأ لأسباب عدة وأن تُفعّل خيالك مع كل كتاب تلك هي القراءة الأعمق ، والكاتب الذي يجعلك أنت المخاطب في كتابه بصورة أو أخرى هو من يصل إلى عمقك بشكل أسرع ، لكن هذا لا يجعلك تضع اللوم على الكاتب إن لم تحصل على الفائدة المرجوة من الكتاب لأن اللوم الأول على نفسك فلم تسألها تخيلي لو. 

بقلم الصديقة
بشائر العتيبي @bashayr_s_otb

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق