أسرتني أجواء جدة في هذا الصباح الفاتن .. الشمس
تتمطى خلف الغيم و الديم .. تطل و تختفي على استحياء.. تجمع شعاعها المتناثر .. ربما
لتلقي به حين تشتد سطوتها عند الظهيرة جملة واحدة.. بقيت خلف نافذتي أرقب الصباح
الذي أعلم أنه ما زال دافئا لم يتشبّع بعدُ من اعتدال تشرين .. أعددت قهوة الصباح
وتركتها على طاولة القراءة بجوار نافذتي .. وهرعت إلى المكتبة أبحث عن رفيق لقهوتي
بين الكتب.
ظللت أشم نكهة قهوة تنبعث من أحد الأرفف لا من
فنجاني هذه المرة .. وكلما اقتربت .. كلما ازدادت النكهة سطوعا .. تناولت إحدى
روايات هذا الرف وفتحتها.. وإذا رائحة البن المحمص الفاخر تملأ رئتي وتغمر المكان
.. ولا عجب .. فالرواية لأجاثا كريستي.. الروائية التي تظل تحبس أنفاسي مع مطلع كل
رواية كما تحبسها رشفة قهوة في صباح
منعش .. و تذيب كل محاولاتي للتكهن بالمجرم .. كما يذيب
فنجان القهوة قطعة سكر.
بقلم الصديقة
رشا كردي @rashakurdi
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق