السبت، 22 يونيو 2013

تحدي الصيف | التدوينة الأولى: كتاب حياة الرافعي بقلم الصديق @yosefmhmood


قصة كتابنا بدأت مع غلامٍ حدثٍ صغير.. سَمِع اسم بطل كتابنا فأحس له جرسا ورنينًا! فحُبّب إليه أن يلقى صاحبه! وكان اللقاء.. والذي لولاه –مع ما تلاه من لقاءات- ما كان هذا الكتاب!


الغلام كَبِر.. وأصبح محمد سعيد العريان أحد كتاب مصر الكبار..  أما صاحب الاسم فكان –بالتأكيد- هو مصطفى صادق الرافعي!
أُكِد اسم الرافعي لأن الارتباط بينه وبين العريان أكبر من أن ينسى أو يُجهل! حتى أن قوة هذا الارتباط جعلت البعض يعتبر الرافعي "عريانيًا"، والعريان "رافعيًا"! وإن كان لعميد الأدب العربي رأي آخر.. إذ اعتبر العريان "مدرة الرافعي".

نشأت العلاقة بين الكاتبين وامتدت، حتى نَشرت الصحف نعي الرافعي! يومها كان خصام بينهما لا زال أثره حاضرا في تغيب كل منهما عن لقاء صاحبه بضعة أشهر.. فكان وقع المفاجأة على العريان شديدا، دارت به دنياه، وانكب على النعي يعاود قراءته فما زاده إلا حسرةً وحزنًا وألمًا!
ويومها.. أحس أن واجبًا يجب عليه أداءه!

كتاب حياة الرافعي - محمد سعيد العريان


الرافعي الأديب

يقول العريان في حديثه عن الرافعي: "ما كان همه أول همه أن يكون كاتبا أو منشئا، ولكن تطورات الزمن هي ردته من هدف إلى هدف وألزمته أن يكون ما كان"!

إذا.. صنعت الأيام الرافعي.. فجعلت من أديبا لا ككل الأدباء! شق طريقه لنفسه! وصنع مسارا جديدا يُتبع فيه ولا يَتبع!
قبل هذا وبعده كان الرافعي كثير القراءة! وكان معتادا حين يكتب أن يطالع كتابا! حتى لو لم يكن في موضوعه!

ويَحكي العريان أن الرافعي حين توقف عن الكتابة ولم يجد ما يرويه.. أمسك بأقرب كتاب إليه وفتحه.. وراح يقرأ.. ثم عاد ليملي على العريان بعد أن استحضر ما يريد! ولم يكن للكتاب الذي قرأ فيه علاقة بما كان يكتب عنه!!

الرافعي الأديب كان يكتب مقالات في الصحف والمجلات.. فكتب (على فترات متباعدة) للهلال والمقتطف وغيرهما.. ثم كان عمله في الرسالة.. يكتب لها كل أسبوع مقالة.. وفي الكتاب وصف لعدد من المقالات التي أملاها الرافعي على العريان ونُشرت في الرسالة.
وبالإضافة لهذه الحكايا وغيرها.. سرد الكتاب وقائع معارك أدبية كان الرافعي طرفا بها، أو صانعا لها، أو مؤججا لبعضها!

الرافعي الإنسان
لم يكن الكتاب عن الرافعي كأديب فقط.. بل نقل إلينا صورةً عن الرافعي الإنسان..
الإنسان الذي يرى في راتبه الذي يُصرف له من الحكومة ضريبةً تُؤدى إليه! عَمل أم لم يعمل!
الشاب ابن الرابعة والعشرين في يوم عرسه.. عرس كانت وراءه قصةٌ طريفة نقلتها لنا صفحات الكتاب.
الرافعي الإنسان الذي يروق له أن يرى من يمدح ديوانه الأول.. فلما تأخرت أمنيته حققها بنفسه؛ فكَتب وأرسل للصحف مدحا في ديوانه وفي شخصه من غير توقيعه..! وفي مدحه هذا طرافة ستعجز عن كتم ضحكاتك حين اطلاعك عليها!
نقل لنا الكتاب أيضا حكايا الرافعي الجاهل بالسياسية.. ونقل لنا الرافعي العاشق والحبيب.. نقل لنا لحظات الصفاء كما نقل لحظات الغضب.. نقل لنا حياته كاملة، فكأنما نراه يتحرك بين حروف الكتاب، أو لكأنا نسمع صوته وهو يملي واحدا من مقالته. نقل لنا معاناة الرافعي مع فقدان السمع! وكيف كان يتبادل الحوارات مع غيره من الكتاب ويتعارك معهم من خلال كتابتهم على الورق! وكيف أصبحت هذه العاهة معينة له حين فكر في أن يأخذ أوراق غيره للقضاء! ووقتها لم يكن صاحب الأوراق ليقدر على أن ينكر نسبتها له!

النهاية!
"..نهض الرافعي من فراشه لا يحس ألمًا ولا يشكو وجعا وما به علة، فأخذ طريقه إلى الحمّام.. فلما كان في البهو سمع أهل الدار سقطة عنيفة أحدثت صوتا شديدا؛ فهبوا مذعورين ليجدوا الرافعي جسدا بلا روح!"
تلك كانت آخر لحظات حياة الرافعي.. صورها العريان بأسلوبه البديع.. وسبقها بحديثه عن ليلة الرافعي الأخيرة.. ثم استيقاظه من نومه وأدائه للصلاة والألَمٍ الذي ألَم به وهو في مصلاه.. بعدها سكن الألم.. وجاء الأجل!

روابط قد تفيدك

خاتمة
صور لنا الكتاب حياة الرافعي كما لم يفعل أحد قبله أو بعده! حكى عن الرافعي صغيرا.. حكى عن نشأته .. أيام الشباب.. حكى عن الرافعي المحب والعاشق! عن الرافعي القاسي! عن الرافعي الحنون! عن الرافعي وغيرته على الدين! حكى عن لمحات من حياة الرافعي ربما لا يذكرها بعضنا عن نفسه أو أقرب الناس إليه!
ولأجل كل هذا، ولأجل أن الكتاب عن الرافعي.. فإنه يستحق القراءة! ويستحق أن يحصل على التقييم الكامل!
وقتا ممتعا أرجوه لكم مع الكتاب.. ولا تنسوا أن تطلعونا على رأيكم به.


مشاركة الصديق:
يوسف محمود
 @yosefmhmood

هناك 3 تعليقات:

  1. تقرير بسيط وممتع

    شجعني لقراءة الكتاب ، والتعمق في خفايا الرافعي

    بالتوفيق .

    ردحذف
  2. قرأت الكتاب قبل أسابيع وانبهرت بما حكاه الكاتب عن الرافعي
    وأحببت الرافعي وأسلوبه وكبرياءه
    وأحببت أسلوب الكتاب جدا جدا

    ردحذف
  3. بالتوفيق

    ردحذف