الثلاثاء، 16 يوليو 2013

تحدي الصيف | التدوينة الخامسة و العشرون: كتاب السيرة الطائرة بقلم @_Opos



( السيرة الطائرة ) ، " أقل من عدو أكثر من صديق " .. لـ إبراهيم نصر الله .


المؤلف :
إبراهيم نصر الله , كاتب وشاعر وأديب من مواليد عمّان الأردن , من أبوين فلسطينيين هُجِّرا من أرضهما في قرية البريج ( فلسطين ) , حاصلٌ على دبلوم تربية وعلم نفس من مركز إعداد المعلّمين في عمّان , عمل مدرِّسًا في السعودية مدة عامين 1976-1978م وعمل بالصحافة الأردنية كاتِبًا ومديرًا للنشاطات الأدبية لاحقًا ثم تفرّغ للكتابة بعد ذلك .

كتابته :
أعمال شعرية , أعمال روائية , نقدٌ أدبي .

قراءة في سيرته الطائرة :
نوع الكتاب : سيرة |  الناشر :  الدار العربية للعلوم ناشرون |  تاريخ النشر : 2006 |  الصفحات : 294

يغرق الكاتب في ذاته بينما يستقل الطائرة واحدة تلو الأخرى يجوب مُدن كثيرة ينبش أسرارها يلقي قصائدة في كل محفل أُتيح له المشاركة فيه ، متمسكًا ب لغته العربية في أمسياته الغير عربية ، ينشد القصائد سكرًا ويروي لأدباء وطلبة الجامعات ما يعنيه الحس الشعري والذوق العربي ، يكتبُ المكان ويغنيه يروي شجر الزيتون و خُبز التنّور وأكواخ صغيرة تحوي عوائل كبيرة سعيدة .

تساءل عن روح العالم فكان معناها كغمامة سوداء من الحرب وآلة القتل ثم ما لبث أن تيقظ ليراها خلال رحلاته بإنها إجتماعُ الكتّاب والفنانين وأنهم قريبون جدًا من حلم وذائقة واحدة وإن إختلفت ألسنتهم.

زار مدريد موطنُ لوركا ورفائيل حيث كان طقسها مشجعًا للتنزه وزيارة ساحاتها بفترة الظهيرة حتى !
زيارة عمل أفقدته الفرصة لقراءة ما خطه العشاق على جذع شجرة ضخمة ، قال فيها الكاتب :
( الأشجار التي تتركها وراءك لن تتبعك ، وقد لا تعثر عليها ثانية ) .

أتى برلين بطقس خريفي ليقدم دراستين أدبيتين ، إنذهل من عمق المدينة أكثر من إختياره لتقديم الدراسة وهو لم يكن ناقدًا يومًا ! يقول الكاتب : ( دائمًا ما أكون أكثر رهبة وخشوعًا في المدن التي تحمل تاريخًا صاخبًا ثقيلًا ).
مدينة زارها لأول مرة سالت فيها القصائد بغزارة فالمدن الجديدة تعلّمه الكتابة .

كوريا كانت بمثابة درس فني عظيم ، كانت للكاتب مصدر حضارة وإعتزاز قومي تقدمه للعالم .

في الطائرة إلى كولومبيا جالسته بالمقعد الذي بجانبه شابة عرف عن داعي السفر لتقابل حبيبها ، كانت اللحظة مشوقة له حيث قال : ( ليس ثمة كتاب أكثر حياة من مسافر يحتل المقعد الذي بجانبك أغلق الكتاب الذي في يديك  ما إن تلمحه مقبلًا ثمة صفحات " فيه " قد لا تستطيع قراءتها مرة أخرى إن لم تقرأها الآن ).

نابولي كانت واحة الجمال المقدّس مدينة الجميلات بلا ريب زارها قاصدًا معرضًا يوقع فيه رواية له .

أتى المملكة قاصدًا التعليم إلى أن أصابته الحمى التي كره فيها الطائف وتلك الليلة التي نام فيها بمحل حدادة ونهشه البعوض حينما رفضته الفنادق و المستشفى دون التأكد من هويته التي تحتفظ بها إدارة التعليم لسبب لا يعرفه !

بمنتصف السيرة بدأ ( وجع فلسطين وجع العربي ) يكتبها بحرقة ويسرد بألم قصة تلو قصة وأحداث عايش بعضها والأخرى رُويت له من بعض الأصدقاء .. يكتب تفاصيل التفاصيل قال الكاتب فيها :
( الشاعر الإسرائيلي يكتب شِعره عن البيت الذي أخذه منّي و أنا أكتب شعري عن بيتي الذي سأعود إليه ! )
كانت فلسطين مكانًا قليلًا ما يزوره وهذا ما عاناه الكثير من الأدباء الفلسطينيين رغم ذلك كان يشعر بكل رصاصة عدو وطفولة تُبتر في أرض الزيتون . "  الذي يجبرنا على أن نزغرد في جنازات شهدائِنا هو ذلك الذي قتلهم ، نزغرد حتى لا نجعله يحسَّ لحظة أنه هزمنا.  وإنْ عشنا ، سأذكُرُكِ أننا سنبكي كثيرًا بعد أن نتحرّر " *أعراس آمنة .

كانت العزلة حياة لإبراهيم .. فهو يقول : ( يمكن للمرء أن يعيش تحت الصفر .. ويبقى حيًا رغم ذلك ! )
فهي مقصده وحاله حال السفر يتهرّب في كل مرة يزور مدينة من أصدقائه كي يُشعر ضميره بإرتياح .

أهم أعماله الروائية : ( الملهاة الفلسطينية ) التي كتبها في سبع روايات مختلفة يكتبها عن فلسطين !! وهي :
1.     طيور الحذر 1996م
2.     طفل الممحاة 2000م
3.     زيتون الشوارع 2002م
4.     أعراس آمنة 2004م
5.     تحت شمس الضحى 2004م
6.     زمن الخيول البيضاء 2007م " وهي أشهرها على الأطلاق "
7.     قناديل ملك الجليل 2012م
*  الكثير من رواياته وأشعاره وأعماله ترجمت لما يزيد عن 7 لغات وللإيطالية نصيب وفير =)
رأي شخصي :
خطوة ذكية من الكاتب أن يختار كتابة سيرته من خلال رحلاته وما فيها من أحداث , مقابلات وأمسيات وصدف كثيرة قابلها الكاتب مختلفة فهي لا تشعرك تفاصيلها بالملل إطلاقًـًا , الخطوة الذكية الأخرى والتي يتقنها الكاتب وهي " الكتابة الوصفية " فهو لديه القدرة أن يجعلك تعيش اللحظة وتتخيل المواقف والأماكن بذهنك وهذه لوحدها تستحق نجمة تصنيف .. أما الإضافة التي رأيتُ لا داعٍ لها هي النصوص الشعرية التي يكتبها المؤلف ببداية بعض الرحلات فهي مملة بعض الشيء وليس بالسهولة فهمها .

تقييمي للكتاب : 3 نجمات ونصف .
رابط تحميل :   https://ia801701.us.archive.org/17/items/Ketab0551/ketab0551.pdf

مشاركة الصديق
عبدالله الجريّد @_Opos


هناك 4 تعليقات:

  1. شكرًا أخي عبد الله على التدوينة اللطيفة
    أحببت استشهادك ببعض ما جاء في الكتاب
    تقييمك في نهاية التدوينة كان فكرة جيدة !
    واعتقد ان الكتاب يستحق تدوينة كهذه واكثر ربما ..
    أتمنى لك التوفيق في المسابقة ..

    ردحذف
  2. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  3. عبدالله الغنيم24 يوليو 2013 في 6:35 ص

    هذا المره الأولى التي استمع لهذا الكاتب نظرا لتدني قراءتي أعجبتني مقولته في الطائره ( ليس ثمة كتاب أكثر حياة من مسافر يحتل المقعد الذي بجانبك أغلق الكتاب الذي في يديك ما إن تلمحه مقبلًا ثمة صفحات " فيه " قد لا تستطيع قراءتها مرة أخرى إن لم تقرأها الآن ). المدونه جميله جدا ماشاء الله

    ردحذف
  4. تدوينة رائعة أخ عبدالله وأعتقدها بداية جميلة منك منظمة ومرتبة وأتمنى لك التوفيق .

    ردحذف