الاثنين، 20 فبراير 2012

نوعان سيئان من القراءة يجب تجنبهما.








جميعنا نطمح للوصول إلى مرحلة (  القارئ الناقد ) وهي المرحلة المتقدمة التي تلي مرحلة ( القارئ الناضج )، حيث يصل القارئ الناضج إلى نقطة امتلاك القدرات النقدية التي تؤهله للتمييز بين نقاط القوة والضعف فيما يقرأ، والكشف عن التحيز والإدعاء، والتمكن من فرز الخطأ والصواب في الأفكار التي يعرضها الكاتب .
إلا أننا كثيرًا ما نواجه نوعين سيئين من القراءة تحول دون وصولنا إلى مرحلة ( القارئ الناقد ) و أحيانًا تقف عائقًا للوصول لمرحلة (  القارئ الناضج )، دعونا نستعرض هذين النوعين :

*النوع الأول :

أن يستسلم القارئ لما يقرأ، فيعتقد بصواب كل ما يقرأه من سطور، وكأنه يتلقى بديهيات ويقينيات لا تقبل نقاش أو جدل، و قد يرى نفسه قادرًا لمناقشة الكاتب فيما كتب أو نقد الكتاب فيما ورد فيه !

*هذا النوع من القراءة يسببه غالبًا 4 مسببات رئيسية هي :
1-نسيان القارئ أن الكاتب ما هو إلا بشر معرض للنقص والخطأ، لذا يُسلّم القارئ بصواب كل ما يكتبه الكاتب .
2-التعصب لبلد أو حزب أو طائفة أو مذهب ينتسب له الكاتب قد يجعل القارئ ينفي خطأ الكاتب وإن كان خطأه واضحًا جليًا .
3-الهوى، فإن كتب الكاتب أمرًا خاطئ يوافق هوى القارئ قد يجعل ذلك القارئ يستسلم لما يعرضه الكتاب .
4-الرؤية المحدودة وفقدان بُعد النظر أو البصيرة .

*النوع الثاني :

قارئ همه الأكبر تتبع عثرات الكاتب واصطياد الأخطاء في كل ما يقرأ، غالبًا يستعجل القراءة بحثًا عن زلة، وغالبًا أيضًأ ما يشعر بانتصار على الكاتب إن وجد عثرة أو زلة، مما يجعله غير منصف يحمّل الكتاب أحيانًا ما لم يرد فيه.

للأسف: كثيرًا ما يكون خلف هذا النوع من القراءة نفسية مريضة تصور لصاحبها أن موافقة الكاتب نوع من أنواع الإهانة أو نوع من أنواع الإنهزام .



هذان النوعان من القراءة يجب تجنبها تمامًا، نحن نريد أن نصل إلى قراءة جيدة تساعدنا على الوصول لمرحلة ( القارئ الناقد ) وهي القراءة المتوسطة المعتدلة التي تقع بين القراءتين السابقتين، لا نسلّم تسليم تام ولا نعتقد بصواب كل ما يرد في الكتاب، كذلك لا نقرأ من أجل أن نستخرج أخطاء الكاتب، نقرأ لكي نوافق الكاتب في مواضع الصواب ونخالفه إن أخطأ أو انحرف عن الحق، نكشف نقاط القوة فيما نقرأ ونعرف نقاط الضعف .


إيثار الغامدي –عضو ( من اين ابدا؟)
Twitter : @E2Gh



هناك 4 تعليقات:

  1. جميل يا إيثار، كتبتِ فأصبتِ، أعتقد بأن خاصية التنويع والانتقال بين المسارات الثقافية تساعد القارئ على التحرر من مثل تلك الأفكار.

    ردحذف
  2. ﻛﻼﻡ ﺟﻤﻴﻞ. ﻭﺣﺪﻳﺚ ﻃﻴﺐ.

    ﻻ ﺍﺟﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﺼﺐ ﻋﻨﺪﻱ، ﺍﻭ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﺧﻄﺎء ﻟﺪﻯ ﻛﺎﺗﺐ ﻣﻌﻴﻦ. ﻟﻜﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺣﺪﺩﺕ ﻧﻘﺎﻁ ﺣﻮﻝ ﻛﺘﺎﺏ ﻣﻌﻴﻨﻴﻦ ﺍﻭ ﺷﺮﺣﺖ ﺍﺳﺒﺎﺏ ﻋﺪﻡ ﺍﻻﻋﺠﺎﺏ ﺑﻬﻢ ﻫﻮﺟﻤﺖ ﺑﻌﺪﻫﺎ. ﺍﻟﻨﻮﻉ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﺆﺫﻱ ﺑﺸﻜﻞ ﺭﻫﻴﺐ.
    ﺍﻋﺘﻘﺪﺕ ﺍﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺷﺮﺡ ﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ﻣﻌﻴﻨﺔ، ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻟﺮﺑﻂ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺑﺒﻌﺾ، ﺍﻋﺘﻘﺪ ﺍﻥ ﻫﺬﻩ ﺗﻨﻘﺼﻨﻲ ﻛﺜﻴﺮﺍ. ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻲ ﻟﺴﺖ ﻣﻦ ﻣﺤﺒﻴﻦ ﺍﻟﻨﻘﺪ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻟﺖ ﻣﻲ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻣﺮﺓ ﻳﻔﻮﺗﻚ ﻣﻌﻬﺎ ﺳﺤﺮ ﺍﻷﺧﻄﺎء ﺍﻟﻌﻔﻮﻳﺔ، ﻟﻜﻦ ﻓﻌﻼ ﺍﻭﺩ ﺃﻥ ﺃﻃﻮﺭ ﻃﺮﻳﻘﺘﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺍءﺓ ﻭﺍﻻﺳﺘﻴﻌﺎﺏ ﺑﺸﻜﻞ ﺍﺳﺮﻉ.

    ﺣﺪﻳﺜﻚ ﻃﻴﺐ، ﺗﺬﻛﺮﺕ ﻣﻌﻪ ﺻﺮﺍﻋﺎﺕ ﻛﺜﻴﺮﺓ :-)

    ﺷﻜﺮﺍ ﺟﺰﻳﻼ

    ردحذف
  3. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  4. حديثك يُرجعني لبدايات القراءة كُنت كلما هممت بقرائة كتاب أعجبني أُسلوبه أو أطرى عليه أحد من معارفي ممن أثق بثقافتهم آرائهم تأسرني سطور هذا الكتاب لكن تدريجيا ولله الحمد تخلصت منها فأصبحت الآن بشكل أفضل ما ان أُنهي الكتاب حتى أستوعب ماقرأت وأطرد بعض الأفكار وأُرحب بأُخرى

    ردحذف