آفة حارتنا النسيان
عندما
يموت شخص عزيز عليك تدور عبارات المواساة حول فكرة واحدة: النسيان نعمة أسبغها
الله علينا لننسى ما يجلبه لنا القدر من مصائب ولنتجاوز تقلبات الدنيا المربكة.
تساءلت
تغريدة عن عبارة من كتاب أحبه أتخيلها في تصميم لورق حائط فاكتشفت اني أتغلب على
نسياني حيث أتذكر دائما جملة "آفة حارتنا النسيان" من رواية أولاد
حارتنا للكاتب الكبير نجيب محفوظ الذي حلت منذ أيام ذكرى وفاته.
نسيت
تحديدا متى قرأت الرواية التي تثير الجدل الكبير باسقاطاتها ورمزيتها المفرطة.
أتوقف عند جملة "آفة حارتنا النسيان" كيف يكون النسيان آفة؟
علمني
عم نجيب في روايته الأحلى بالنسبة لي بجانب الحرافيش أن نسيان الطغيان والاستبداد
أو تناسيه آفة, نسيان الحقوق آفة, نسيان العدالة والقصاص آفة, نسيان الله آفة, نسيان
الثورة آفة, نسيان الأحبة وذكراهم آفة الآفات.
كانوا
في الحارة ينسون ظلم الفتوة القديم ويقبلون بسذاجة على العدل المنشود في الفتوة
الجديد. وسرعان ما يتكرر المشهد وترجع ريما إلى طغيانها القديم.
"ومن
عجب أن أهل حارتنا يضحكون! علام يضحكون؟ إنهم يهتفون للمنتصر أيا كان المنتصر
ويهللون للقوي أيا كان القوي ويسجدون أمام النبابيت. يداوون بذلك كله الرعب الكامن
في أعماقهم. غموس اللقمة في حارتنا الهوان. لا يدري أحد متى يجيء دوره ليهوى
النبوت على هامته."
لا
تنسى حقك.. لا تنسى أحبتك.. لا تنسى ثورتك!
بقلم الصديقة:
ياسمين حسين.
@outlandbeena
كلمات صميمية وقلم شجاع.. تحياتي لكِ ياسمين
ردحذف