زمن الخيول البيضاء إحدى روايات الملهاة
الفلسطينية للكاتب الفلسطيني ابراهيم نصر الله، هي أول رواية قرأتها له، و ستشعر منذ
البداية مدى الجرح الذي يسكن قلب الكاتب، كأي فلسطيني فالموت في قاموسه مجرد لعبة او
حديث مجالس، تحكي الرواية ذات الأحداث الواقعية عما يحدث على مدى ثلاثة أجيال متتالية
في القرية المسماة بالهادية، حيث عاصرت ظلم الأتراك، واستبداد البريطانيين، واستعمار اليهود، و مواجهاتهم ومحاربتهم حتى آخر
رمق.
تتحدث الرواية عن عادات وتقاليد أهل الهادية،
وحياتهم التي تتخللها بعض من الطرافة واﻷلفة رغم صعوبة العيش، وشهامتهم الأصيلة و حبهم
و تضحيتهم لبعضهم البعض، نتعرف منها على الحياة التقليدية للأسرة الفلسطينية قبل اﻻستعمار،
أسلوب الكاتب الروائي والسردي يجعلك ﻻ تنقطع عن القراءة، ولكن ما آلمني هو تقصيته للشخصيات
وكأن موتها شيء عادي وغير مستغرب، أسلوبه الساخر في وصف الموت، وكأنه مطلب لحياة اﻵخرين،
لم أعهد يوما أسلوبا كهذا، الموت له هيبة في أي زمان ومكان، أما الفلسطينيون فالموت
ليس إﻻ ضرورة من ضروريات الحياة.
صوت الرصاص في كل مكان شيء عادي، قذائف
تفجر أرجاء القرية شيء عادي، جرحى وقتلى مرميون على أطراف الشوارع شيء عادي، والشيء
غير العادي بالنسبة لهم هو حبهم للخيول الأصيلة، يحبونها كحب أبناءهم، يحافظون عليها
بأرواحهم، يدفعون الغالي والرخيص للحصول على فرس أحبوها، ويكرسون حياتهم لتربيتها و
تدريبها.
ملحمة روائية ضخمة بتاريخ دقيق منذ عهد
العثمانيين وحتى سنة النكبة، رائعة و تحرك الأحاسيس والمشاعر وتجعلنا نذرف دموعنا على
شخصيات أحببناها و خيول أصيلة عشقناها، ذكراها ستبقى معنا ونهاية تبين لنا بداية المأساة
الفلسطينية.
بقلم الصديق:
عبد الملك الميموني.
@mlek26
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق