ثلاثية غرناطة
ثلاثية روائية تتكون من ثلاث روايات للكاتبة المصرية رضوى عاشور و هم على التوالي : غرناطة - مريمة - الرحيل.
تدور الأحداث في مملكة غرناطة بعد سقوط جميع الممالك الإسلامية في الأندلس، و تبدأ أحداث الثلاثية في عام 1491م -و هو العام الذي سقطت فيه غرناطة بإعلان المعاهدة التي تنازل بمقتضاها أبو عبد الله محمد الصغير آخر ملوك غرناطة عن ملكه لملكي قشتالة و أراجون- وتنتهى الثلاثية بمخالفة آخر أبطالها الأحياء قرار ترحيل المسلمين حينما اكتشف أن الموت في الرحيل عن الأندلس و ليس في البقاء.
هذه الرواية حصلت على جائزة أحسن كتاب في مجال الرواية من معرض القاهرة الدولي للكتاب ١٩٩٤م، كما حصلت على الجائزة الأولى في معرض كتاب المرأة العربية عام ١٩٩٥م.
قيّمها الأصدقاء المشاركون في قراءة جماعية لها بـ:
٤.٥ من ٥
وهذا يعني أنها تستحق القراءة جدًا =)
اقتباسات من الرواية:
*يقررون عليه الرحيل يسحبون الارض من تحت قدميه ولم تكن الارض بساطاً اشتراه من السوق، ...لم تكن بساطاً بل أرضاً تراباً زرع فيه عمره وعروق الزيتون.
*
ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻳﺎ ﻭﻟﺪ أن ﻗﺎﺩﺗﻨﺎ ﻛﺎﻧﻮ أﺻﻐﺮ ﻣﻨﺎ .. ﻛﻨﺎ أﻛﺒﺮ ﻭﺃﻋﻔﻰ ﻭﺃﻗﺪﺭ ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮا ﺍﻟﻘﺎﺩﺓ. ﺍﻧﻜﺴﺮﻭﺍ ﻓﺎﻧﻜﺴﺮﻧﺎ.
*
ولكن التأمل لا يدوم في حومة التعذيب وروع يحيل الصور والافكار إلى مزق وشرذات، بينما البدن مجرّح والروح كالطائر الذبيح تنتفض.
*
في وحشة سجنك ترى أحبابك أكثر، لأن في الوقت متسعًا، ولأنهم يأتونك حدبًا عليك في محنتك، ويتركون لك أن تتملى وجوههم ماشئت وإن طال تأملك.
*
ليس الجحيم أن تصطلي بنار جهنم، بل بنار قلبك وهو مروّع، مضطرب وواهن، ولأن الكلام كل الكلام يجرحك.
*
لا يأتي الكدر منفردًا، وكذلك الفرح يجيء وفيه أعقابه فرح سواه.
*
هل في الزمن النسيان حقًا كما يقولون؟ ليس صحيحًا. الزمن يجلو الذاكرة كأنه الماء تغمر الذهب فيه، يومًا أو ألف عام فتجده في قاع النهر يلتمع. لا يفسد الماء سوى المعدن الرخيص، يصيب سطحه ساعة فيعلوه الصدأ. لا يسقط الزمن الأصيل في حياة الانسان. يعلو موجه، صحيح. يدفع إلى القاع. يغمر ولكنك إذ تغوص تجد شجيرات المرجان حمراء، وحبات الؤلؤ تتلأ في المحار. لا يلفظ البحر سوى الطحالب والحقير من القواقع، وغرناطة هناك كاملة التفاصيل مستقرة في القاع، غارقة.
*
أحيانًا أقول إن الحياة تقسو بلا معنى ولا ضرورة، وأحيانًا أقول حظنا منها -وإن ساء- أقل قسوة من الآخرين، أقل بكثير.
*
أن تهيم على وجهك نهارًا وتستقبل المساء جالسًا في زاوية المسجد تؤلمك قرصة الجوع ولا يتقذك منها سوى النوم كتدثرًا بملفك الخشن.. ما الجديد في ذلك؟
*
يا الله: حجابك رغم هذه السماء الصافية- كثيف، توّجتني يتاج العقل وأبقيتي طالبًا فقيدًا يعجزه المسطور في الكتاب، هل أودعت يا رب القلب جواب السؤال؟ وكيف لي أن أشق صدري وأغسل قلبي من كل شائبة؛ فيصفو كما المزآة وينجلي؛ فأشاهد فيه معنى الحكاية والهدف!
*
يتلمس الغريب المكان، يتعرف ببطء عليه، وتبقى المسافة لتؤكد غربة المكان وغربته فيه.
*
يطوقنا الأعدائ ويحملوننا ما يكفي من العم ويزيد، وبالكاد نستطيع الوقوف في وحههم، لا نملك أن نُحيي العداوات القديمة.
*
لم يشقه في تلك الليلة الحنين، انبثق كالنبع فيه، مال عليه وشرب حتى ارتوى ثم غفا في أمان الله.
*
نحن منحوسون، تلاحقنا الخيبة كظلنا، لا أمل في شيء، لا أمل!
*
ابتعدت الأبواب والأقفال تغيرت فما نفع المفاتيح؟
*
جور يومي ونهب في عين الشمس وضرائب لا تنتهي لسيد الأرض، ولبلاط الملك، وكنيسة الملك، وزفاف ابن الملك، وحرول سيدنا الملك، هل ما نحن فيه يُطاق؟
*
كأن الأيام دهاليز شحيحة الضوء كابية يقودك الواحد منها إلى الآخر فتنقاد، لا تنتظر شيئًا! تمضي وحيدًا وببطء يلازمك ذلك الفأر الذي يقرض خيوط عمرك، تواصل، لا فرح، لا حزن، لا سخط، لا سكينة، لا دهشة أو انتباه، ثم فجأة وعلى غير توقع تُبصر ضوءًا تكذّبه ولا تكذّب، وقد خرجت إلى المدى المفتوح ترى وجه ربك والشمس والهواء، من حولك الناس والأصوات متداخلة أليفة تتواصل بالكلام أو الضحك، ثم تتساءل: هل كلن حلمًآ أو وهمًا؟ أين ذهب رنين الأصوات، والمدى المفتوح على أمل يتقد كقرض الشمس في وضح النهار؟ تتساءل وأنت تمشي في دهليزك الجديد.
*
كيف يبدأ المرء حياته وهو في السادسة والخمسين؟ لا زوجة لا أولاد يبددون وحشة الأرض الغربية، ولا قبر جدة ينمو فوق صندوقها بستان؟ لماذا يرحل إذًا؟ قد يكون الموت في الرحيل وليس في البقاء؟
كم تمنيت أن أُشارك في القراءة معكم،لكن لم يسعفني الوقت.وتشوقت لمعرفة الخلاصة من الكتاب والحمدلله وجدت ضالتي..أعجبني الإقتباس الثاني والخامس والأخير..شكرا لكم ولجهودكم. .وعِمتم مساء..
ردحذف