قصص من التاريخ
الكتاب مؤلف من 24 قصة وعدد صفحاته 264 صفحة..
كم كنت أتشوق لقراءة كتب تتحدث عن بعض القصص من تاريخنا الإسلامي العظيم، كتب تكون لغتها مشوقة .. وممتعة، بدأت بقراءة كتاب علي الطنطاوي والذي أخذني وقت قراءته لتلك العصور العظيمة ولذلك التاريخ الذي ليس لأمة مثله !
علي الطنطاوي في كتابه هذا يسرد عليك القصص حتى يُخيل لك أنك إحدى شخصياتها وأبطالها، تتألم لألمهم وتدمع لدمعهم وحتى الفرح تفرح لفرحهم! يأخذك معه إلى أزمنة وعصور مختلفة، فلك أن تقرأ قصة (مع النابغة الذبياني) ليأخذك للعصر الجاهلي واقرأ (ابن الحب) قصة حُب من الطائف في آواخر عصر الجاهلية وأول أيام الإسلام، وإن أردت أن تعيش في الحجاز وفي أوائل العصر الأموي فعش في هذه القصص (ثلاثون ألف دينار) قصة الحب بين سُهيلة و فروخ .. و (على أبواب المدينة – ليلة وداع – ويوم اللقاء) .
يقول علي الطنطاوي مُتحدثاً عن منهجه في هذه القصص :
" ولم أتعمد أن أجعلها قصصاً كما جاء في عنوان الكتاب، ولم أتقيّد بقيود القصة وأقفْ عند حدودها، بل كنت آخذ الخبر أقعُ عليه فأديره في ذهني وأتصوّر تفاصيله، ثم أحاول أن أعرضه موسعاً واضحاً، فكان ما أجيء به يقترب من القصة حيناً، ويكون أشبه بالعرض (الريبورتاج) حيناً. وربما غلبت عليّ الرغبة بالتحليل النفسي فأطيل، وربما وقفت عند الحقائق فأقصر. ولو رجعتم إلى أصول هذه الفصول في التاريخ لوجدتم أن أكثرها لا يجاوز بضعة أسطر جاءت متوارية في حاشية من الحواشي أو زاوية من الزوايا، لا يتنبه إليها القارئ ولا يقف عليها".
أخيراً .. أستطيع أن أقول بأن شيخنا علي الطنطاوي أتقن وصف الأحداث بلغتة السلسة وانتقاءه للمفردات وهو الكتاب الذي أنصح به الجميع ..
واختتم بما بدأ به شيخنا ببعض كلمات من (نحن المسلمين) يُذكرنا فيها بأمجادنا وتاريخنا الحافل بالعزة والنصر :
نحن المسلمين!
مَلَكنا فعدلنا، وبنينا فأعلينا، وفتحنا فأوغلنا، وكنا الأقوياء المنصفين، سننَّا في الحرب شرائع الرأفة، وشرعنا في السلم سنن العدل، فكنا خير الحاكمين، وسادة الفاتحين ..
أقمنا حضارة كانت خيراً كلها وبركات، حضارة روح وجسد، وفضيلة وسعادة، فعمَّ نفعها الناس، وتفيأ ظلالها أهل الأرض جميعاً، وسقيناها نحن من دمائنا، وشدناها على جماجم شهدائنا!.
وهل خلت الأرض من شهيد لنا قضى في سبيل الإسلام والسلام، والإيمان والأمان؟
أتمنى بأن تكونوا أصدقاء القراءة استمتعتم بقراءته كما استمتعت أنا، ومن لم يقرأه فأنصحه بإضافة هذا الكتاب لقائمة كُتبه.
وشكراً لمجموعة "من أين ابدأ ؟ " لجهودهم ولاختيارهم لي .. ممتنة لهم.
مشاركة الصديقة:
ساره علي
@iSara7
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق