الأحد، 18 مارس 2012

المناعة الفكرية - مُشاركة من الصديق عبدالرحمن الحيزان @abdulrahman15







المناعة الفكرية




الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا يليق بجلال قدره وعظيم سلطانه ، وصل اللهم وسلم وبارك وأنعم على سيد المرسلين محمد عليه وعلى آله أفضل الصلاة والتسليم وبعد :

ما سأكتب هو كلام إنشائي لم أستند فيه على مراجع متينة ولا استشارات من أفاضل ولكن هو في النهاية من هذا وذاك ، حيث أنها حصيلة قراءة سابقة أو محاضرة ، لقد حرصت على أن أكتب عن هذا الموضوع لكي نجد بعض السبل حين تشتبه علينا الأمور ونغر ببعض العقول والأفكار !!

كما تعلمون القراءة هي أن تعيش بأكثر من عقل و أكثر من حياة ، القراءة هي أن تقرأ ما أخرج لنا عقل المؤلف و قد يعرف القارئ الحذق كيف يفكر المؤلف وعلى أي أسس فكرية يستند ، فهذا مسلم و هذا فقيه والأخر محدث وغيره متعمق في العقيدة ،  وفي الأسفل نجد الملحدين والمشركين والماديين ، كذلك تجد الكثير من النظريات  والفلسفات العجيبة التي تكون نتاجاً للعقل المجرد الذي لا يستند على نص شرعي  يمنعه من الانحراف الفكري ،  فلا يخفى على شريف علمكم مقدار النقص الذي يصيبهم بفقدانهم هذه الميزة.
و على ما تقدم فإن من الجميل أن يكون لدينا مناعة  فكرية جيدة حتى نميز الخبيث من الطيب ، وهذه المناعة تتطلب أدوات متعددة ، منها على سبيل المثال  العلم الشرعي  ؛ فالعقل إن كان خاليا بتعبير مجازي فهو سيتبنى ما يعجبه من سحر الأفكار والكلام ، أما إذا كان فيه من الطيب فسيطرد الخبيث ويلفظه و إن كان بظاهر جميل .


سأطرح بعض النصائح من رجل ليس بأفضلكم ، لعلها تكون نافعة في يوم ما :


النصيحة الأولى :  الكاتب بشر  فالخطأ وارد  مثل صوابه فمن الجميل أن يكون لدينا نقاط تفتيش في العقل تتوقف عندها الأفكار قبل أن تستقر في  يقين العقل، كما يجب أن نعلم أن القراءة النقدية ليست حلًا للجميع، فهي قراءة لا يتقنها إلا من بلغ مبلغًا من العلم الذي تخصص فيه الكتاب.

النصيحة الثانية :  ألا نغر بعلمنا وعقولنا فإذا أشكل علينا شيء في الكتاب أثناء القراءة أو بعد القراءة فمن الأفضل أن نستشير فيها الخبراء و الأصدقاء ، وهذا مما يرسخ المعلومة ، وما أجمل أن تطرح من باب مناقشة الكتب في المجموعة .

النصيحة الثالثة : التعرف على المؤلف جيداً حتى نستطيع فهم الأفكار التي يطرحها ، فبأي دين يدين و في أي بيئة كتب ، ولأي سبب كتب في هذا الشأن، ومن ذلك لابتعاد عن قراءة الكتب التي فيها شبهه تؤثر على عقيدتنا الإسلامية

النصيحة الرابعة : ينبغي أن نعرف الحقائق لا المسميات فكلٌ يدعي أن الحق بجواره، فانتشر التدليس وقُلبت الأمور فأصبحت تُسمى بغير اسمها، فـالجهاد أصبح ارهابًا، والإباحية و التعري حضارة، قراءة الروايات الجنسية والكتب الإلحادية ثقافة، بل حتى القرآن والسنة سُميت تراثاً !! وهذا بالفعل ما بينه القرآن : [ لقد ابتغوا لك الفتنة من قبل وقلبوا لك الأمور ] .


كتبت هذا على عجالة ، حبًا لكم عسى أن يكون نافعاً وشافعاً ، علمًا أن المناعة الفكرية تتطلب أكثر من ذلك بكثير و لو حرصتم ستجدون من المتخصصين من كتب بإتقان و أعطى الأمر حقه ،  ومن الأمثلة الرائعة على ذلك مؤلفات الدكتور عبد الكريم بكار  وفقه الله.



مُشاركة من الصديق ::
عبد الرحمن الحيزان
Twitter : @abdulrahman15






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق